عبد الجليل أميم*
سيدي الوزير، ما هي خياراتكم؟ أفضَل خيار أنصحكم به، باعتباري بيداغوجيا مختصا، هو الواقعية، لأن أمر التعاقد سينتهي، إن عاجلا أو آجلا. وليس أمامكم أي خيار آخر غير خيار الحوار من أجل الخروج بقطاع التعليم من هذا المأزق والحفاظ على أمن البلد ووقته وإمكاناته وشبابه وتعليمه، من جهة، وإتمام السنة الدراسية لأبناء الوطن في ظروف جيدة، من جهة ثانية.لا ترهقوا بلدنا بالدخول في معارك خاسرة لا يربح منها أي أحد، لا الوزارة ولا التعليم ولا التلاميذ ولا الأساتذة ولا المجتمع ولا السياسة. واعلموا أن المستفيد الوحيد من هذا الوضع الكئيب هو التخلف، الذي سيتعمق ويزداد تراكما في أهم قطاع على الإطلاق. اقتصدوا جهودكم ووظفوها في الإشكالات التعليمية الأعمق ولا تتبعوا من يزين لكم طريق الخراب؛ فأنتم من يتحمل مسؤولية القطاع كاملة في هذه اللحظة. ولا يمكن كذلك أن ننسى أن رئيس الحكومة هو المسؤول المباشر عن أي انزلاق أو خسارة تصيب قطاع التعليم. ولا تنسوا أن 70 ألف متعاقد يعادل 70 ألف أسرة مغربية، دخلتم معها في مواجهة مباشرة، بدون احتساب المساندين والمتعاطفين، وقوموا بعملية حسابية وستفهمون ما أقصد. وإن كان هذا الحساب سيكون أنفع لو قمتم به مع أول فوج أسستم من خلاله للتعاقد. الله، الله في هذا الوطن وأبنائه ووقته وإمكاناته وجهود أهله. الحوار، الحوار، الحوار. و شخصيا، لن أسامح أي مسؤول سياسي سيجرّنا إلى مزيد من ضياع الجهد والوقت، ولو بحسن نية. فالسياسة فن تدبير الأزمات وبالطرق الممكنة، لا بالطرق الالتوائية. من هنا سنعرف حنكتكم السياسية ومدى حبكم للوطن وخدمتكم لقضاياه ودفاعكم عن كل ما قد يعيق تطوره. ونتمى لكم التوفيق. *** *أستاذ جامعي