بحث تدخلي حول الشغب المدرسي الأسباب والحلول

من إنجازذ: أيوب محتفيظ

مقدمة

الحمد لله رب الأرباب، ومسـبب الأسـباب، وخالق آدم من تراب، وأشـهد أن لا إله إلا الله، العزيز الوهاب، ومنزل الكتاب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى طريق الصواب، نبي الهدى والرحمة، وسراج أولي الألباب، صــلى عليه ربنا وسلم ورزقه حسن المآب، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أفضل الأصحاب.

 


وبعد؛

مؤخرا أصبح جل الأساتذة والإداريين يشتكون من شغب التلاميذ، ومن ارتفاع حدة الشغب داخل مدارسنا، مما يخلق جوا لا تربويا يهدد في العمق هدف ووظيفة المؤسسة التربوية، ويؤشر على مفارقة تدهور وتردي القيم لدى التلاميذ وذلك في عقر مؤسسة تربوية (المدرسة) والتي من أهدافها الأساسية التربية على القيم.

ويدق ناقوس الخطر حول حاضر ومستقبل أجيال المتعلمين والمجتمع ،وحول مدى خطورة تعميق الاختلالات المجتمعية في أبعادها التربوية والقيمة والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية...مما يجعل شغب التلاميذ ظاهرة تستحق المقاربة والمعالجة، ورغم خطورتها ،ورغم أن الجميع يشتكي منها، فإن تقريبا لا أحد (مسؤولين وتربويين ومجتمع...) يطرحها للنقاش العمومي المسؤول(المؤسساتي والإعلامي)، لمعالجتها وإيجاد الحلول الناجعة لها، وبالتالي المساهمة المواطنة والمسؤولة في إنقاذ تعليمنا وأبنائنا من الاختلالات والسلبيات التي قد تعصف بمستقبلهما ومستقبل المجتمع والوطن ككل. وعليه، سأحاول في هذه البحث إثارة النقاش حول ظاهرة شغب التلاميذ خصوصا في سلك التعليم الثانوي الإعدادي، وذلك من خلال عينة تمثيلية (عشوائية نسبيا) بالإعدادية التي أدرس بها (الثانوية الإعدادية ابن المعتز بسيدي شيكر إقليم اليوسفية.

وهكذا عملنا على تشخيص الظاهرة من حيث تمظهراتها وأسبابها، ومحاولة إيجاد بعض الحلول قصد القضاء عليها أو على الأقل الحد منها.

خطة البحث:

قسمت هذا البحث إلى:

مقدمة

القسم الأول: الجانب المنهجي

المبحث الأول: أهداف البحث

المبحث الثاني: دوافع البحث

المبحث الثالث: إشكالية البحث

المبحث الرابع: فرضيات البحث

القسم الثاني: الجانب النظري

المبحث الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للشغب.

المطلب الأول: التعريف اللغوي.

المطلب الثاني: التعريف الاصطلاحي

المبحث الثاني: الأسباب

المطلب الأول: الأسباب النفسية

المطلب الثاني الأسباب الأسرية

المطلب الثالث: الأسباب المدرسية

المطلب الرابع: أسباب تعود إلى المدرس

المطلب الخامس: أسباب تعود إلى المتعلم

المبحث الثالث: اقتراحات وحلول.

خاتمة

القسم الأول: الجانب المنهجي

المبحث الأول: أهداف البحث

إن الاهتمام بالمشكلات السلوكية هو أهم ما يجب أن نقوم عليه ركائز التربية والتعليم، فالتربية والتعليم ترميان إلى نفس الهدف وهو تغيير سلوك الفرد نحو الأفضل، والمتعلم إذا ظهر عليه سلوك شاذ كان جديرا بالدراسة والبحث، ومن هنا تتحدد أهمية هذه الدراسة فيما يلي:

 

ü   التعرف على مشكل الشغب لدى المتعلمين.

ü   الوقوف على أسباب الظاهرة لتلافيها أو الابتعاد عنها.

ü   تقديم الحلول التي نسهم في التغلب على هذه الظاهرة

المبحث الثاني: دوافع البحث

إن ظاهرة الشغب تعتبر من الظواهر التي شغلت المؤسسة التعليمية نظرا لانعكاساتها السلبية على التحصيل الدراسي وعلى المتعلمين أنفسهم. فكان هذا مبررا كافيا لدراسة هذه الظاهرة من خلال هذا البحث الذي حاولت الوقوف على المعاني التي يحيل عليها الشغب لغة واصطلاحا، والأسباب التي أدت إلى تبني المتعلمين لمثل هذه السلوكيات مع ذكر انعكاساته على التحصيل الدراسي، وحاولت إعطاء بعض الحلول لإيجاد جو مدرسي واجتماعي يصبح فيه المتعلم منتجا وفاعلا.

المبحث الثالث: إشكالية البحث

إن الحديث عن ظاهرة الشغب باعتبارها متشابكة ومعقدة يقود إلى طرح التساؤلات التالية:

ما هو الشغب؟ من المسؤول عنه؟ الأسرة أم المربي؟

المناهج الدراسية الجامدة أم الفراغ الذي التهم فكر أطفالنا؟ أم الإعلام أما لمناخ الدراسي بكل أبعاده العلائقية والتواصلية؟ هل لسلطة المدرس دور في جعل الطفل مشاغبا؟ أين تتجلى مظاهر الشغب لدى الطفل؟ هل تختلف من طفل لآخر ومن ذكر لأنثى؟ لماذا أصبح أبناؤنا يتجهون لهذا السلوك العدواني؟ وهل يؤثر بشكل أو بآخر على مستقبلهم؟ هل الأسرة طرق مسؤول عن ظاهرة الشغب؟ ماهي انعكاسات الشغب على المتعلمين؟

المبحث الرابع: فرضيات البحث

-التربية الأسرية غير السليمة لها دور في إنتاج الطفل المشاغب.
-
سلطة المدرس تؤثر سلبا أو إيجابيا على ظاهرة شغب الطفل.
-
الانتماء الاجتماعي له دور أساس في تدني أو ارتفاع ظاهرة الشغب عند الطفل.

 

القسم الثاني: الجانب النظري

المبحث الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للشغب.

المطلب الأول: التعريف اللغوي.

جاء في لسان العرب تعريف الشغب بأنه :شغب الشغب و الشغب، والتشغيب، تهييج البشر وقد شغبهم، وشغب عليهم، والكسر فيه لغة، وهو شغب الجند، ولا يقال شغب و نقول شغب فلان عن الطريق يشغب شغبا، وفلان مشغب إذا كان عاندا عن الحق.[1]
وفي القاموس المحيط عرف على أنه: (الشغب) ويحرك وقيل لا تهييج الشر كالتشغيب هيج الشر عليهم وهو شغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح هيج الشر عليهم"[2].

المطلب الثاني: التعريف الاصطلاحي

كثيرة هي التعاريف الاصطلاحية التي أعطيت لكلمة الشغب لكنها وإن كثرت فهي تصب في معنى واحد وعام وهو الفوضى.

من بين التعاريف نجد الشغب هو: إظهار سلوك عدواني من قبل الطالب نحو أقرانه ومعلميه قصد التأثير بسير عملية التدريس أو الأنشطة أو التغطية على مشكل أو لفت الانتباه إليه.

المبحث الثاني: الأسباب

إن هذه الظاهرة المعقدة والمتشابكة لا تقتصر على بلد معين دون الآخر، ولا ترجع إلى عامل واحد بالذات بل ترجع غالبا إلى عوامل كثيرة، وأصبحت منتشرة في العالم بأسره تتدخل فيها عناصر وأسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية وأسباب تعود إلى نظام التعليم إلى جانب الانتماء الأسري، وغير ذلك من الأسباب.

المطلب الأول: الأسباب النفسية

غالبا ما يأتي المتعلم إلى المدرسة ونحن لا نعرف ما به ولا نعلم ما يوجد وراءه، ولا يكلف المدرس نفسه عناء البحث في شخصية هذا الطفل ونفسيته ليعرف مصادر التصرف غير السوي فسوء معاملة الوالدين والإحباط داخل القسم بالإضافة إلى الخوف والقلق والاضطراب النفسي، والفهم الخاطئ لمعنى القوة كلها أسباب تجعل الطفل يشاغب في القسم، كما أنها تجعله يحاول فرض ذاته بأي شكل من الأشكال فان لم يستطع فرضها بالدراسة فرضها بالشغب.

أما في مرحلة المراهقة فقد يؤدي تقلب المزاج في هذه المرحلة وسرعة الغضب إلى اتسام المتعلم بنوع من العنف كما قد يؤثر رفقاء السوء على تصرفاتهم بشكل واضح. إن العديد من الدراسات قد أشارت إلى أن الطفل الصغير قد يبدي شيئا من الاعتداء المتطرف ويقابل ذلك درجة خفيفة من الخوف. ومن الناحية الأخرى توحي الملاحظات التي أجراها الباحثون أن بعض الأطفال والراشدين هم بصورة عامة انفعاليون.

المطلب الثاني: الأسباب الأسرية

تعتبر الأسرة من المصادر الرئيسية للشغب لأنها لا تعي دورها في تهذيب سلوك الطفل بتربيته على محاسن الأخلاق. كما إن المشاكل تجعل الأسرة مشغولة عن الطفل، وفي كلا الحالتين فهو ضحية. ويؤثر ذلك على سلوكه لأنه يذهب إلى المدرسة مكبلا بكثير من الخلفيات التربوية. فيكون الشغب أفضل تعبيرا عنها.
والأسرة المفككة التي تفتقد آليات الحوار والتفاهم من المتعذر أن تقدم نموذجا تربويا يقتدي به الطفل. والحقيقة أن الأسرة هي السبب الرئيسي في خلق نماذج شاذة في المدارس وذلك لعدم قيامها بدورها الأول وهو التربية. هكذا يقوم الطفل بتقليد سلوكيات أفراد أسرته السلبية مثل الشتم بألفاظ نابية.

فالافتقاد لبيئة أسرية آمنة سبب رئيسي في تفشي ظاهرة الشغب. فالأسرة التي تكثر فيها المشكلات الأسرية مثل الطلاق. الخلافات الزوجية. وانشغال الآباء عن الأبناء. والقسوة في المعاملة تؤدي إلى افتقار الأبناء للشعور بالحنان والانتماء وبالتالي يقومون بسلوكيات شغب عند ذهابهم إلى المدرسة.

المطلب الثالث: الأسباب المدرسية

"إن المدرسة توكل إليها مهمة التربية الحسية والفكرية والأخلاقية للأطفال والمراهقين في شكل يطابق متطلبات المكان والزمان"[3].

من هذا التعريف الاصطلاحي يظهر لنا الدور المهم الذي يجب أن تلعبه المدرسة فنظرا لطول الفترة الزمنية التي يقضيها الطفل داخل المؤسسة التعليمية فإنه من المفروض على هذه الأخيرة أن تسهم في العملية التربوية إلى جانب العملية التعليمية.

لكن للأسف الشديد نجد أن المؤسسات التعليمية تسهم بشكل أو بآخر في إنتاج الطفل المشاغب ولعل أهم هذه الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة:

v  افتقار المؤسسات التعليمية للوسائل التي ترغب المتعلم فيها.

v  قلة الأنشطة الموازية مما يقلص فرص الالتقاء والتواصل والانفتاح.

v ضعف التواصل بين إدارات المؤسسات وحتى بين المتعلمين أنفسهم.
إقصاء المتعلم وعدم إشراكه خلال العملية التعليمية التعلمية.

v  بعد المناهج عن ميولات المتعلم واهتماماته. والتي لا تتغير رغم تغير العقليات والأزمنة إذ تبقى جامدة ومنفردة.

v  وما نلاحظ أيضا هو تفكك العلاقة بين الأطر التربوية العاملة بنفس المؤسسة مما يخلق نوعا من الاضطراب النفسي لديها. وهذا ينعكس سلبا على مردودية المدرس الذي يجد نفسه غير متوافق في المؤسسة التي يعمل بها.

v  نلاحظ في بعض الأحيان تعاطف إدارة المدرسة مع أحد الطلاب المشاغبين المرسل إليها من قبل المعلم. لكونه ذا حسب ونسب والسماح له بالعودة إلى الصف دون عقاب ومن ثم يعود هذا الطالب إلى سابق عهده ويكرر سلوكيات الشغب.

المطلب الرابع: أسباب تعود إلى المدرس

يعتبر المعلم أحد المصادر الرئيسية لظهور سلوكيات الشغب لدى طلابه: التي تؤدي إلى اختلال النظام في الفصل ومن أبرز أسباب الشغب التي تعود إلى المعلم ما يلي:

1.   ضعفه العلمي في مادة تخصصه.

2.   سرعته الغير مناسبة للتدريس.

3.   ضعف شخصيته.

4.   انشغاله عن متابعة طلابه.

5.   سلوكه المستبد مع طلابه.

6.   اللجوء إلى العقاب الجماعي دون مبرر.

7.   سماحه للطلاب بالحديث بدون إذن أو الإجابة الجماعية.

8.   عدم تحديده للقواعد والقوانين الفصلية.

9.   كبته لمشاعر طلابه وعدم إعطائهم فرصة للتنفيس عنها.

10.  سلوكه الشائن الذي يعمد بعض الطلاب إلى تقليده كالسب والشتم.

11.  اهتمامه ببعض الطلاب دون الآخرين.

12.  مظهره وهندامه الغير المناسبين.

المطلب الخامس: أسباب تعود إلى المتعلم

توجد العديد من الأسباب التي تدفع الطالب إلى أحداث سلوكيات الشغب ومن أبرز هذه الأسباب:

Ø   شعوره بالضجر والملل نتيجة وجود رتابة وجمود في الفصل الدراسي.

Ø   رغبته في جلب الانتباه ليكون محل اهتمام لدى معلمه وزملائه.

Ø   شعوره بالإحباط والتوتر نتيجة إخفاقه في إحدى المهام أو تأنيب المعلم له أو إحساسه بالعجز.

Ø   رغبته في الثأر والانتقام عندما يشعر الطالب بالظلم أو اعتداء من المعلم أو أحد الزملاء.

Ø   رغبته في إظهار القوة سواء العقلية أو الجسدية وذلك بطرح أسئلة تعجيزية على المعلم وإصراره على إجابة المعلم عليها.

Ø   ضعف المثابرة لديه وعدم استطاعته على التركيز في نشاط تعليمي واحد فترة طويلة من الوقت فإنه يحاول الهروب من هذه الحالة بأن يصدر منه سلوكيات شغب كمعاكسة التلميذ الذي بجانبه والتشويش عليه.

Ø   إفراطه الحركي، أي الطالب ذو النشاط الحركي الزائد لا يتحمل الجلوس في مقعده فترة من الوقت.

المبحث الثالث: اقتراحات وحلول.

إن مشكل ظاهرة الشغب من المشاكل التي تستدعي تدخلا سريعا من أجل الحد منها أو تقليصها على الأقل ومن بين الحلول التي قد تساعد على ذلك ما يلي:
-
إعادة المصداقية للعملية التعليمية.

-التكوين والتكوين المستمر للاطلاع على ما جد في ميادين التربية وعلم النفس وهذا يهم رجال التربية والتكوين.

-تدعيم النوادي و الأنشطة التربوية الموازية وإشراك المتعلم فيها.
-
إصلاح النظام التعليمي إصلاحا حقيقيا يراعي خصوصيات المتعلم.
-
محاربة الاكتظاظ داخل حجرة الفصل.

-التواصل المفتوح بين المدرسة والأسرة.

-دروس تحسيسية عبر الوسائل السمعية البصرية.

-الإكثار من الأنشطة الموازية.

-فسح مجال المبادرة أمام التلميذ.

-التنويع في طرق التدريس وعدم الاعتماد على الطريقة الوحيدة.
-
اعتماد أسلوب الترغيب من طرف الأستاذ للمادة لا اللجوء إلى الإقصاء.

احترام آراء الطفل كيفما كانت.

-احترام اختيارات التلميذ في المواضيع المدرسية أثناء و ضع المناهج.
-
إعداد دور الشباب وجمعيات تهتم بشؤون التلميذ.
-
تعميم حصص التربية النفسية والاجتماعية مع ضرورة توفر كل مؤسسة تعليمية على إحصائية اجتماعية يتم الرجوع إليها في مثل هذه الحالات.
-
إضافة إلى كل هذا فإننا يمكن أن نجعل من الشغب عنصرا فاعلا خلال العملية التعليمية إذا أحسنا توظيفه بحيث نخلق منه حيوية داخل الفصل و نفتح من خلاله قنوات للتواصل يتم ربطها بالتربية والتعليم بحيث نرضي المتعلم وفي نفس الوقت نقدم له معلومة وقيمة تربوية معينة.

ولعل من أهم ما يتم القضاء بها على الشغب خاصة داخل الفصل هي مهارة ضبط النظام داخل القسم. فما المقصود بها؟

مهارة ضبط القسم: هي مجموعة من السلوكيات التي يقوم بها المعلم بدقة وبسرعة وبقدرة على التكيف مع معطيات المواقف التدريسية بقصد منع الشغب.
سيضل مشكل الشغب هاجسا وكابوسا مؤرقا بالنسبة لكل معلم. فما من معلم خاصة الذي يبدأ خطاه الأولى في درب هذه المهنة إلا ويطرح السؤال التالي: ماذا افعل مع الطلاب المشاغبين؟

إن أي معلم يعتقد أن نجاحه أو فشله في مهنته رهين بقدرته على ضبط النظام داخل الصف وثم يضع مسألة ضبط النظام في قمة أولوياته لدرجة أننا نشاهد معلمين يقضون وقتا في ضبط الفصل أكبر من الوقت الذي يعلمون فيه الطلاب موضوع الدرس وهو أمر معيب.

ومن الأمور المألوفة لدى المعلمين الجدد أن يلجؤوا إلى المعلمين القدامى طالبين النصح منهم حول كيفية التصرف مع الطلاب المشاغبين وعادة ما يكون النصح هذا في شكل عبارة مثل:

-لن تكون لك مشكلة مع هذا الفصل أبدا.

-لا تصدق ما يقال عن الطرق التربوية للتعامل مع المشاغبين. ولا تضيع وقتك في تطبيقها، عليك بهذه -مشيرا إلى العصا- فهي الحل السحري ففيها الشفاء والبركة اسمع كلامي. اضربهم ولا تأخذ بهم رحمة ولا شفقة.

فهل علينا أن نأخذ بمثل هذه النصائح وندع "الخرافات التربوية" جانبا؟

انه من المفروض أو الأحسن بالنسبة لكل معلم أن يقتدي بالحكم التالية:
-
التلاميذ بشر و ليسوا شياطين ليس بمقدورك أن تجعلهم ملائكة وإنما في مقدورك أن تمنعهم أن يكونوا شياطين.

-الطلاب ليسوا مجرمين بالطبيعة نحن الذين نجعلهم كذلك بقسوتنا عليهم وإهمالنا لهم. توقع منهم السلوك الحسن فمن المحتمل أن تجدهم كذلك.

-الطلاب صغار السن يكبرون وليسوا كبارا.

-الطلاب مفطورون على الدفاع عن كرامتهم فاحترم كرامتهم يحترموا كرامتك فلكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه.

-اشغل الطلاب تنل خيرهم وتتقي شرهم.

-أخطاء الطلاب ليست دائما ذنوبا.

-المحب يجب أن يرضي حبيبه، فإذا أحبوك أحبوا أن يرضوك.

-ابحث في نفسك أولا فقد تكون أنت السبب.

-ابعث في طلابك الشعور بروح الجماعة، فيدركوا أنهم أعضاء في جماعة ولديهم مسؤولية تجاهها.

-الضغط يولد الانفجار.

-لا ترفع الراية البيضاء وتستسلم للإحساس بالعجز لمجرد أنك فشلت مرة، إصرارك على النجاح سوف يجعلك تنجح في النهاية.

-العدل أساس الملك فلا تتحيز لأحد على حساب الآخر ولا تعاقب الجميع لخطا صدر من أحدهم.

- الجزاء من جنس العمل فلا تلجا لتعنيف الطالب أو ضربه لصدور خطا بسيط منه ربما يكون غير مقصود.

-البيوت المضيئة لا تدخلها الخفافيش أي كلما كانت بيئة الصف جيدة قلت فيها سلوكيات الشغب.

-آخر العلاج الكي فلا تلجا للعقاب كوسيلة لضبط النظام في الصف قبل أن تستنفد الوسائل الأخرى.

-وزع عليهم الهدايا تنل القبلات بمعنى اسع لمكافأة طلابك علي السلوك الحسن تنل منهم الشكر والتقدير.

-القول الصادر من القلب يبقي حارا طوال ثلاثة فصول من الشتاء حكمة صينية تدعونا أن نعبر عن مشاعر الحب والمودة بصدق لطلابنا.
-
انزع فتيل القنبلة بروح المرح أي حاول تخفيف حدة المواقف المتوترة باستخدام الفكاهة وروح المرح.

-لا تغضب، لا تغضب قال تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس".

خاتمة

إن السياسة التعليمية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تعيد وضع المتعلم في قلب اختياراتها باعتبار أن المدرسة هي المفتاح الضروري للنهوض بالتنمية البشرية الشاملة التي تمر حتما عبر تحقيق جودة التربية والتكوين الأمر الذي يتأتى عبر صياغة برامج ودروس تستجيب لحاجيات المتعلمين على أساس أسلوب بيداغوجي فعال لضمان تربية وتعليم يمكن المتعلمين من الاندماج في مجتمعهم، وكذلك تحديد أساليب التدبير التربوي والإداري على جميع المستهدفين وهو الأمر الذي يمكننا من التغلب على هذه الظاهرة الدخيلة على منظومتنا التربوية.
ولقد حاولت قدر الإمكان الإحاطة بحل ما يتعلق بهذا الموضوع من خلال تسليط الضوء على مجموعة من الأمور التي ربما يمكن تصنيفها ضمن الجوانب التي تستدعي هنا البحث عن حل عاجل لها، وإن كانت الجوانب المتبقية لا تقل أهمية عنها، لكن ما أدرجته قد يشكل القاعدة التي ستبني عليها بقية الأمور الأخرى. والحقيقة أن هذا البحث رغم وجازته وعدم استفاضته في التحليل إلا انه أتاح الفرصة لي للتعرف عن قرب على بعض خلفيات هذا الموضوع وحيثياته.
وأسال الله عز وجل أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم وأن يرزقنا التوفيق والرشاد بفضله وكرمه.

الفهرست

 

مقدمة 3

خطة البحث: 5

القسم الأول: الجانب المنهجي. 6

المبحث الأول: أهداف البحث.. 6

المبحث الثاني: دوافع البحث.. 6

المبحث الثالث: إشكالية البحث.. 7

القسم الثاني: الجانب النظري.. 8

المبحث الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للشغب. 8

المطلب الأول: التعريف اللغوي. 8

المطلب الثاني: التعريف الاصطلاحي. 8

المبحث الثاني: الأسباب.. 9

المطلب الأول: الأسباب النفسية 9

المطلب الثاني: الأسباب الأسرية 10

المطلب الثالث: الأسباب المدرسية 11

المطلب الرابع: أسباب تعود إلى المدرس.. 12

المطلب الخامس: أسباب تعود إلى المتعلم. 13

المبحث الثالث: اقتراحات وحلول. 15

خاتمة 20

الفهرست.. 21

 

 



[1]  لسان العرب لابن منظور بيروت " 1988 – 1408م" دار الجيل دار لسان العرب، المجلد الثالث ص 330-329.

[2] القاموس المحيط مجد الدين بن يعقوب الفيروز ابادي بيروت، دار الجيل /ج / 1ص 92فصل الشين باب الباء.

[3] معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك لسهام مرداد، الطبعة الاولى، 1994دار الخطابي للطباعة والنشر العدد.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

2 التعليقات

التعليقات
21 نوفمبر 2023 في 8:52 م حذف

ما اسم المرجع الذي كتبت عليه بحثك

رد
avatar